السبت، 10 مارس 2012

مجموعة قصائد مدح فيها السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه :

 1-ابن الشهيد
من القصيدة .......
وللفقير وجوه ليس يحصرها *** غير الحبيب مفيض الفضل مسديه
لـه طرائق شتى لا يحيط بها *** عدو وكل وجود فهو واديه
لو كنت تدري وجوه العبد كنت ترى *** مطوي ما فيه من قدس وتنزيه
وكنت تشهد فيه الحق معتقداً *** فيه الكمال كما النقصان تنفيه
والعبد هذا هو الحر الذي حصلت *** لـه بلثم يد الـهادي أمانيه
غوث الأنام الرفاعي الذي عقدت *** لـه الخلافة جل اللـه معطيه
أوصافه ظهرت من وصف مبدعه *** كالبدر يبدي ضياء في تلقيه
وجده المصطفى مرآة مشهده *** وكلـه مظهر يبدي تجلّيه
إذا رئي ذكر المولى برؤيته *** جهراً وأعلن بالتوحيد نافيه
وشوهدت سبحات النور تغمره *** وفاز بالسعد والتقريب رائيه
وعبد عليه سمات العز لائحة *** ونور طه عن التعريف يغنيه
لواء غوثية الأكوان في يده *** وخلعة العز والتحكيم عاليه
إن كنت تقصد أن تحظى بصحبته *** يوم المعاد وترقى في مراقيه
فالزم بنية وخذ عنهم طريقته *** واسلك على سنن طابت مساعيه
اخلص ودادك صدقاً في محبته *** إن المحب مع المحبوب نرويه
مرغ خدودك في أعتاب مشهده *** والزم ثرى بابه واعكف بناديه
واستغرق العمر في آداب صحبته *** مع المشائخ والبرهان يحكيه
واسْتَقْرِ ما قد حبا عبد السميع به *** وحصل الدر والياقوت من فيه
وابذل قواك وبادر في أوامره *** بالامتثال وسر في سير أهليه
واسلك طريقتهم تربح ومل معهم *** إلى الوفاق وبالغ في مراقيه
واحذر بجهدك أن تأتي ولو خطأ *** أمراً يغاير ما يهوى ويبغيه
وكن لتشملك الألطاف مجتنباً *** ما لا يحب وباعد عن مناهيه
وكن محب محبيهم وناصرهم *** فبغضهم وجلال اللـه يؤذيه
ووال بالود من والى خليفته *** والزم عداوة من أضحى يعاديه
واعلم يقيناً بأن اللـه ناصره *** على المريد به سوءاً ومعليه
واستفرغ الجهد في تعزيز منصبه *** إن لم تكن ناصراً فاللـه يكفيه
وأنزل الشيخ في أعلا منازلـه *** فإنه قطب هذا الكون واليه
واعرف لـه الفضل والثم ترب مضجعه *** واجعلـه قبلة تعظيم وتنزيه
ولست تفعل هذا إن ظننت به *** أدنى قصور وميل في ترقيه
فحّدك الزم ولا تشهد لحضرته *** نقصاً ولا خللاً فيما يعانيه
واترك مرادك واستسلم لـه أبداً *** فإن عين الـهدى ما الشيخ يجريه
ولا تزل لا اختيار النفس مطرحاً *** وكن كميت مخلى في أياديه
أعدم وجودك لا تشهد لـه أثراً *** يميته الموتة الأولى ويحييه
واجعل مفاتيح بيت السر في يده *** ودعه يهدمه طوراً ويبنيه
متى رأيتك شيئاً كنت محتجّاً *** وعدت بعد صعود الطور في التيه
وفي حضيض شهود النفس منقطعاً *** برؤية الشيء عما أنت ناويه
ولا ترى أبداً عنه غنى فمتى *** عرفت فقرك ألفيت الغنى فيه
فأنت ما عشت محتاج إليه ولو *** رأيت عنه غنى تخشى تناسيه
إن اعتقادك إن لم تأت غايته *** في حضرة الشيخ تحرم من أياديه
وإن تكن غير فإن ما حييت به *** فيه فيوشك أن تخفى مباديه
.......
2 -الاخرس ( عبد الغفار الموصلي )
إلى إحسان مولانا الرفاعي *** بكشكول الرَّجاء مددت باعي
هو القطب الذي لا قطب يدعى *** سواه في الأنام بلا نزاع
عريض الجاه ذو قدر كريمٍ *** طويل الباع بل رحب الذراع
تَوَلَّد من رسول اللـه شبلٌ *** به دانت لـه كلُّ السباع
وقبّل كفَّ والده جهاراً *** غدت بالنور بادية الشعاع
وشاهدها الثقات وكل فرد *** رآها بانفراد واجتماع
فتلك فرّية لم يخط فيها *** سواه من مطيع أو مطاع
عشقت طريق حضرته عياناً *** وأما الغير يعشق بالسماع
بذكر جلالـه وعلاه نمشي *** رويداً فوق أنياب الأفاعي
فماء زلالـه يروي غليلي *** وروضي إن تنكرت المراعي
ولم أعبأ بجعجعة وطحن *** فذاك الصخر خرّ من اليفاع
مجيري إن تعاقبت الرزايا *** وغوثي إن تكاثرت الدواعي
إذا ما الدهر جلَّلَنا بخطب *** وأورث صدعه سوء الصداع
بهمته العلّية إن توالت *** نكيل خطوبه صاعاً بصاع
أبا العلمين سيَّدنا المفدى *** على وجل أتيتُ إليك ساعي
أتيتك زائراً أبغي قبولاً *** ففيك توصلي ولك انقطاعي
أتيت إليك أشكو من ذنوب *** تولدها بنا قبح الطباع
فما كذبت بما أرجو ظنوني *** ولا خابت بنا تلك المساعي
لقد عصرتني الأيام حتى *** جرى من مقلتي لبن الرضاع
لك الـهمم التي شهد المعادي *** بها إذ لا سبيل إلى الدفاع
إذا خفقت رياح العزم منها *** أمِنَّا في حماه من الضياع
وليس سواه في حزم وعزم *** يبين لنا المضيع من المضاع
فهذا ملجأ من حلَّ فيه *** يَعُدْ من غير خوف وارتياع
أُمَرِّغُ حُرَّ وجهي في ترابٍ *** به التمريغ للجنّات داعي
وقفنا والجفون لـها مسيل *** بهاتيك الأماكن والبقاع
فكم من مقلة للشوق أذرت *** وأجرت دمعها دون امتناع
فيا بن الأكرمين جعلت مدحي *** بكم خير ارتداء وادّراع
إذا ما رمت أنّ أحصي ثناكم *** طلبت بذاك غير المستطاع
ألا إنَّ الذنوب لقد توالت *** وجاءت وهي حاسرة القناع
فقد أصبتنيَ الدنيا إليها *** وغرّتني بأنواع الخداع
فخذ بيدي بأرض الحشر يوماً *** يساوي بالجبان وبالشجاع
وأدركني ومن نفسي أجرني *** وأنعم في قبولك باصطناعي
فقد ناجيتها لما أتينا *** رويدك وابشري أن لا تراعي
وإنّي عُدتّ في نفسي وجسمي *** مليئاً بالـهدى والانتفاع
بلى روحي لديك لقد أقامت *** تشاهدُ نقطة السر المذاع
أُوَدِّعُ حضرة ملئت جلالاً *** وليس لنا سواها اليوم راعي
كريم بالسلام لدى حضوري *** ولكني بخيل بالوداع
                                                                                 3 -

وله أيضا في مدح السيد محمد أبو الهدى الصيادي رضي الله تعالى عنه رضي الله عنه :
بارق الشام إلى الكرخ سرى *** فروى عن أهلِ نجد خبرا
وبنا هبّت لـه بارقة *** أضرمت بالريّ منها شررا
وإلى اللـه فؤاد كلّما اسـ *** ـتعرت نار الطلول استعرا
غنّ لي يا حادي العيس ولا *** تهمل السير فقد طال السرى
وأعِدْ أخبار نجد إنّها *** تجبر القلب إذا ما انكسرا
آه كم من ليلة طالت وقد *** ذكروا نجداً وهمٍّ قصرا
كيف لا أعشق أرضاً أهلـها *** شملت ألطافُهم كلَّ الورى
قل بهم ما شئت واذكر فضلـهم *** إنّ (كل الصيد في جوف الفرا)
كَرُموا أصلاً وطابوا مغرساً *** وَعَلَوْا قدراً وجادوا عنصرا
إنْ تَرَ منهم فتىً ظنيت في *** ذاته كل الكمال انحصرا
قسماً بالزُّهر من أجدادهم *** من به طاب ثرى أم القرى
مدحهم ذخري وديني حبُّهم *** يا ترى هل يقبلون يا ترى
يشهد اللـه بأني عبدهم *** تحت بيع إن أرادوا وشرا
وإذا انجرت أحاديثُهُم *** لا تسل عن مقلتي عما جرى
وهبوا عيني الكرى واحسرتا *** ودلالاً أحرموا جفني الكرى
وتراني حينما قد نفروا *** ألفت عيني البكا والسهرا
شرفوا الأرض ومن هذا نرى *** منهمُ في كلِّ حيٍّ أثرا
كأبي القدر المعلى والـهدى *** والندى والعلم مرفوع الذُّرا
بضعة السادات من أهل العبا *** كوكب الإشراق تاج الأُمَرا
وارث القطب الرفاعيّ الذي *** صيته أملى الملا واشتهرا
عَلَمُ الأشياخ سلطان الحمى *** غوث أهل الشرق شيخ الفقرا
يا لـها واللـه من سلسلة *** كلما طالت نداها انحدرا
عصبة من آل خير الأنبيا *** عَزَّ من يغدو بهم مفتخرا
سيّدي (يابا الـهدى) يا ابن الذي *** خضعت ذلاً لـه أُسْدُ الشرى
يا كريم الطبع يا كنز التقى *** يا شريف القدر أنّى حضرا
لك وجه لمعت من وجه *** شمس رشد نورها لن ينكرا
مظهر أيّده اللـه وكم *** أرجو منه فوق هذا مظهرا
لك من مجد الرفاعي رفعة *** ترجع الطرف كليلاً حسرا
ويد روحي فداها من يدٍ *** تخجل الغيث إذا الغيث جرى
ولسان راح يروي قلبه *** ما به بحر الفتوح انفجرا
لك طرف أحمديٌّ إنْ رمى *** نبلة العزم يشق الحجرا
لك صدر طاهر من دنس *** عن مياه الحقد طبعاً صدرا
بأبيك ابن الرفاعي وبالأ *** وصيا نعمَ الجدودُ الكُبَرا
لا ترى من حاسد إنكاره *** مثل هذا عن أبيكم ذكرا
وآسلم الدهر رفيعاً سيّداً *** مرشداً لم تلق يوماً كدرا
واقبل العبد محبّاً خالص الـ *** ـقلب لا زال بكم مفتخراً
فهو عن مدح سواكم أخرسٌ *** وبكم أفصحُ حزبِ الشُّعرا

 




  4- جداول العطايا
ليالينا على الجَرعاء عُودي *** بماضي العيش للصَّيبِّ العميدِ
بحيث منازلُ الأحباب تزهو *** ونظمُ الشمل كالدر النضيد
وفي تلك المنازل لا عداها *** حَياً ينهلّ من ذات الرعود
مسارح للمها يسخن فيها *** وإنْ كانتْ مرابضَ للأسود
تعلَّقها هوى قيس لليلى *** سوانح ربرب وقطيع غيد
هنالك تفتك اللحظات منها *** وتنتسب الرماح إلى القدود
وكم في الحيّ من كبدٍ تَلَظّى *** وتَصْلى حَرَّ نيران الخدود
ولما أنْ وَقفْت بدار ميٍّ *** لذكر الماضيات من العهود
نثرتُ بها دموع العين نثراً *** كما انتثر الجُمان من العقود
وللركب المناخ بها حنينٌ *** حنينَ الفاقدين على الفقيد
سقتك بمستهل المزن قطرٌ *** ووشاك الحيا وشي البرود
فأينَ ملاعب الغزلان فيها *** وصفو العيش في الزمن الرغيد
وفي تلك الشفاه اللُّعس ريٌّ *** فواظمأ الفؤاد إلى الورود
وما أنْسى الإقامة في ظلالٍ *** على ماء من الوادي برود
تُغَنّينا من الأوراق وُرْقٌ *** وتَشدُونا على الغصن الميود
وتُنْشِدُنا الـهوى طرباً فنلـهو *** وتُطْرِبُنا بذياك النشيد
لقد كانت ليالينا بجَمْعٍ *** مكان الخال من وجنات خود
أبيتُ ومَن أحبُّ وكأس راحٍ *** كذوب التبر في الماءِ الجَمود
وقد غَنَّت فأعربَتِ الأغاني *** عن اللذات من نايٍ وعود
فما مالت إلى الفحشاء نفس *** ولا ركنت إلى حسناء رود
وما زالت بي الألحاظُ حتى *** ألانَتْ هذه الأيام عودي
ولم تملِك يمين الحرص نفسي *** ولا ألْوَتْ إلى الأطماع جيدي
وليل قد لبست به دجاه *** بأردية من الظلماء سُود
لبيدٍ يَفْرَقُ الخريتُ فيها *** ولم أصْحَبْ سوى حَنَشٍ وسيد
يجاوبني لديها الحتف نفسٌ *** فيلمَسُ ملمَس الصعد الشديد
وتمنع جانبي بيضٌ شدادٌ *** ولي بأسٌ أشدُّ من الحديد
وكم يوم ركبنا الفلك تطفو *** بسيط الماء في البحر المديد
إذا عصفت بها ريحٌ هوت بي *** كما يهوي المُصلّي للسجود
فآونةً تكون إلى هبوط *** وآونةً تكون إلى صعود
ولولا اليوسُفان لما رمت بي *** مراميها إلى خطر مبيد
وقد أهوى الكويتَ وأنتحيها *** إلى مَغنى (محمدها السعيد)
إذا طالعت بهجته أرَتْني *** مَطالِعُها مطالعَ للسعود
أنامِلُه جداول للعطايا *** وبهجته رياضٌ للوفود
وأكرَمُ من غَدَتْ تُثني عليه *** بنو الدنيا بشرود
مفيدٌ كلّ ذي أمل وحاجٍ *** يَمُدُّ إليه راحة مستفيد
وَمُنْتَجَعُ العُفاة ينالُ فيه *** مَكانةُ رفعة ومنالُ جُود
تَحُطُّ رحالَها فيه الأماني *** وتعنيه المدائح من بعيد
وتَأوي كلّما آوت إليه *** ومأواها إلى ركن شديد
فَتىً من عِقدِ ساداتٍ كرام *** يتيمةُ ذلك العقد الفريد
نَعِمتَ فتىً من الأشراف خِلاًّ *** فيا للـه من خِلٍّ ودود
ولولا جودُه والفضلُ منه *** كما مَنَّ الوجودُ على وجودي
مناقبُ في المعالي أورِثُوها *** عن الآباء منهمْ والجدود
أُسُودُ مواطن الـهيجاء قومٌ *** لـهُم شَرَفُ العقول على الأُسودِ
هو الشرف الذي يبدو سناه *** فيُخْضِعُ كلُّ جبار عنيد
ويخمد نورهم ناراً تلظى *** وكان الظنّ آبية الخمود
وما اعترف الجحود بها وفاقاً *** ولكنْ لا سبيل إلى الجحود
رفاعيٌّ رفيعٌ القدرِ سام *** أبيٌّ راغمٌ أنْفَ الحسود
ومُبدي كلِّ مكرمةٍ، معيدٌ *** فيا للـه من مبدٍ معيد
مكارمُ منعم ونوالُ بَرٍّ *** غنيٌّ بالنجاز عن الوعود
وما مَلَكَتْ يداه من طريف *** فلم تُضَع الجميلَ ومن تليد
عمودُ المجد من بيت المعالي *** وهل بيتُ يقوم بلا عمود
مَدَحْتُ سواه من نُقباء عصر *** فكنتُ كمن تَيَمَمَّ بالصعيد
ولُذْتُ به فَلُذْتُ إذَن بظلٍّ *** يمدُّ ظلال جنات الخلود
ولستُ ببارحٍ عن باب قرم *** أقيّدُ من نداه في قيود
إذا جَرَّدْته عَضباً صقيلاً *** وقفتَ من الحديد على حديد
وإن ذكرو لـه خلقاً وخلقاً *** فَقُلْ ما شئت بالخلق الحميد
إليك بعثْتُها أبيات شعر *** يَسيرُ بها الرسول مع البريد
كقطرِ المزن يسجم من نمير *** وروض المزن يبسم عن ورود
لئِنْ كانت بنو الدنيا قصيداً *** فإنّك بينَهُم بيتُ القصيد
 
 

هناك تعليق واحد:

  1. اللهم انفعنا ورحمنا بانبيائك واوليائك وبكل رجل صالح لله

    ردحذف